مختارات

Thursday, February 05, 2009

مرثية

كم أنا منعزل عن العالم! قال الهنغاري في قلبه وهو يرثي لحاله، وكم أنا زائدٌ في هذا العالم، وجودي فيه عشوائي بدون غاية! يا لتعاسة هذه المشاعر التى تجتاحنى من حين لآخر! هل أبرأ منها يوماً ما؟ هل أكف عن المبالغة بالاعتذار لكل من يدعونى؟ -اسمحوا لى. اعذورنى لأنى أحاول أن أكون بمعيتكم.، ليس ذنبي أنى أتحرك وأمشي مثلكم، ليس ذنبي أنى موجودٌ، فلم يكن لى رأيٌ في ذلك.

لا حدود لوضاعة النفس عندى، لكنها أيضاً تزعجكم، دعونى فقط أكون بينكم، وسأحاول ما استطعت أن أدارى وجودى. لن أزعجكم بشيء. لن أكدر صفوكم بكآبتى. أنا خطأ مؤسف، لا أكثر ولا أقل. أنا شيء ناتج عن قلة انتباه، وُجدَ من رحم النسيان. أعلم هذا. ربما خلقت لزمن ومكان آخر، أو لا لأى زمان أو مكان! لكن كل شيء يثير بى رغبةً قوية ومغرية للتشبه، للمحاولة، للاندماج. فكيف السبيل إلى ذلك؟ يجب أن نحسنَ تعاملنا مع بعضنا، أن نستعينَ ببعضنا على الحياة، أن نجعل الأمورَ أسهلَ وأبسط. هناك من تسحقه الآلةُ ولا يتلفت إليه أحد! وهناك من يتحرقون لرؤية الشيء الجميل، اللطيف الأصيل، لكنهم يحرصون على احترامهم لذتهم. فهل لهم أن ينظروا فقط.. دون أن يزعجوا؟

يهوشاع كناز

امرأة الأحلام الكبيرة

ترجمة عن العبرية: جورج جريس فرح

Friday, January 09, 2009

اشمئزاز

"لا جدوى من الكذب أو النفاق. لقد بت أمقتها. أجدها لا تحتمل. صحيح أنني مريض. وجزء من هذا المرض، أو واحد من أمراضي.. أن ردود أفعالي العقلية تتوقف على استجابتي الجسمية للأشياء. ومثال ذلك أنني أتحدث عن الحب، ولكن الحب بالنسبة لي هو الرغبة الجسمية لا أكثر ولا أقل. وهو ما يفضي بي إلى أن تكون ردود أفعالي ناجمة عن نفوري الجسمي من ديانا. أنا أجد من المستحيل أن أكون في نفس الشقة مع شخص يجعل جسمي ينكمش. وقد أدى ذلك بي إلى مقتي لكل ما تفعله أو تقوله أو تكتبه."
-------
وجية غالى في مذكراته

Tuesday, July 22, 2008

شهادة

"أيها الأخلاقيون والفلاسفة، والمشرعون، ومحبذوا الحضارة، هذا هو تصميم باريسكم قد وضع بشكل مرتب، هذه هى الخطة المستكملة حيث جمعت كل الأشياء المتشابه. في الوسط، وفي عَرصةٍ أولى: مستشفيات لكل الأمراض، مآوٍ لكل البؤس والشقاء، بيوت لإيواء المجانين، سجون، سجون أشغال شاقة للرجال والنساء والأطفال. وحول العرصة الأولى، ثكنات، محاكم، مركز البوليس، مسكن شرطة السجن، موقع المشانق، مسكن الجلاد ومساعديه. في الزوايا الأربع، مجلس النواب، مجلس الشيوخ، معهد وقصر الملك. وفي الخارج، ما يغذى العَرَصة الأولى، التجارة وخداعها وألاعيبها، وإفلاساتها؛ والصناعة وصراعاتها العنيفة؛ والصحافة وسفسطاتها، وبيوت القمار؛ والبغاء، والشعب المتضور جوعاً أو المتردى في الدعارة، المستعد دائماً لتلبية نداء دعاة الثورات والأغنياء المتحجرو القلوب.. وأخيراً الحرب الضارية، حرب الجميع ضد الجميع"

مراسل مجلة "الفالانج"- سنة 1836

من كتاب المراقبة والمعاقبة.. ولادة السجن- ميشيل فوكو - ت:د.على مقلد

Wednesday, May 02, 2007

على فونيه

كان يعرف أنهم أثرياء.. رأى السيارات التى تقف هناك ورأى القوم الذين يدخلون ويخرجون..

لم يكن لصاً.. كان يقف عند الحدود الدولية بين مملكة المتسولين وجمهورية اللصوص، وحتى اللحظة يمكن اعتبار قدميه ما زالتا في مملكة المتسولين.. أحياناً يسرق أشياء تافهه مثل رغيف خبز، أو كيس ملئ بالخضر تركته ربة بيت جوارها على الإفريز إلى أن تستوقف سيارة أجرة..

لكنه لم يعتبر نفسه لصاً قط.. أنه جائع على الدوام.. يشعر ببرد على الدوام.. لو كان المطلوب هو أن يموت جوعاً فهو يعتذر بشدة عن هذا الشرف..

هكذا كان على فونية.. اسم غريب حقاً.. لكنك في سن الستين لا تستطيع تذكر اسمك القديم أبداً.. طيلة عمره يدعى فونية والسبب هو أنه قضي فترة طويلة من عمره لا يعرف ولا يجيد شيئاً سوى تصليح مواقد الكيروسين (بوابير الجاز بالعامية)..

فجأة كف الناس عن استعمال هذا الاختراع الساحر.. وبالتالى كف عن كسب المال.. صار الجوع يلازمه ليل نهار بعد ما أغلق المحل متسخ الجدران، وراح يهيم على وجهه.. زوجته طردته.. هكذا لم يعد يذكر أين كان يسكن ولا عدد أطفاله..

لم يكن فونيه يملك أى نوع من الأراء في الحياة.. لم يكن يملك أى نوع من الحقد الطبقي أو السخط.. لقد صار يعتبر الرأى نوعاً من الترف..

وكل ما يعرفه هو أنه جائع على الدوام.. بردان على الدوام.. وقد تحولت حياته إلى بحث طويل عن الطعام والمأوى، فلابد أن (كارل ماركس) كان سيرقص طرباً لو أسعده الحظ بلقاء الأخ على فونية..

في هذه السن من حق الانسان بعض الراحة وأن يعنى به أحد، لكن على فونية كف عن الرثاء لنفسه منذ زمن بعيد..

الجوع.. فقط الجوع.. حتى لم يعد يذكر إن كان هذا الألم له سبب أم أنه طريقة حياة..

أحمد خالد توفيق

أسطورة نادى الغيلان

Friday, November 17, 2006

يوم الغسيل

ستكونين لابسةً
قميصاً فوق ركبتيكِ

حمّالته واقعة
، طبعا،
على كتفك الأيسر
ومنحنية تغسلين البلاط.
أما أنا فستنزلق قدمي
على عتبة الشقة
وينفرط كيس الرمان
من يديّ.


لابد أن مسماراً في الباب
سيخلع قميصي
ولابد أنك ستسقطين فوقي
وأنت تمدين يدك لترفعيني.

وحين أقوم بعد فترة
دائخاً قليلاً

ووجهي موسخ بالماء والصابون

ستكونين نائمة فوق ظهرك
شعرك عائم في الماء
وعيناك مغمضتان
وقميصك
، وردة برائحتك،
مكوّر جوارك.


سأحذر أن أفقأ القبلات الطافية
بقدميّ
وسأبتسم لكِ
وأنت ترمين نهديكِ
في صفيحة الماء
وتضعين مكانهما رمانتين
للمرة القادمة.

عماد أبوصالح
((جمال كافر))

صباح الخير

صباح الخير
على ذبول عينيكِ

صباح الخير
على عريشة شعرك.
على نقطة العسل
السائلة فوق المخدة
من فمك.
على الدبدوب الكسلان في حضنك.
على الحمامتين المحبوستين
اللتين تنقران شبابيك الدانتيلا
في حمالة صدرك.
على الملك المستبد
الذي فشلت طعنات ليلة أمس
في زحزحته
عن عرش جسدك.

عماد أبو صالح
((جمال كافر))

Thursday, March 09, 2006

the use of a book

Alice was beginning to get very tired of sitting by her sister on the bank, and of having nothing to do: once or twice she had peeped into the book her sister was reading, but it had no pictures or conversation in it, "and what is the use of a book," thought Alice,… "without picture or conversation?"

ALICE'S ADVENTURES IN WONDERLAND

LEWIS CARROLL

Tuesday, December 13, 2005

ثقة

بدت سعادتنا كبيرة في نهاية هذه الرحلة، و هادئة لدرجة لا أستطيع أن أحكيها، فأفضل الإبدا الإنسانى قد تم خلال المعاناة الحقيقية .
كيف ستكون السعادة؟ترى من صنعها؟ و من يهدمها؟ و من يحكى عنها؟
أرد عليكم و أقول: إننى الذى صنعت هذه السعادة.

اللا اخلاقي
اندرية جيد
ت:محمود قاسم