مختارات

Thursday, February 05, 2009

مرثية

كم أنا منعزل عن العالم! قال الهنغاري في قلبه وهو يرثي لحاله، وكم أنا زائدٌ في هذا العالم، وجودي فيه عشوائي بدون غاية! يا لتعاسة هذه المشاعر التى تجتاحنى من حين لآخر! هل أبرأ منها يوماً ما؟ هل أكف عن المبالغة بالاعتذار لكل من يدعونى؟ -اسمحوا لى. اعذورنى لأنى أحاول أن أكون بمعيتكم.، ليس ذنبي أنى أتحرك وأمشي مثلكم، ليس ذنبي أنى موجودٌ، فلم يكن لى رأيٌ في ذلك.

لا حدود لوضاعة النفس عندى، لكنها أيضاً تزعجكم، دعونى فقط أكون بينكم، وسأحاول ما استطعت أن أدارى وجودى. لن أزعجكم بشيء. لن أكدر صفوكم بكآبتى. أنا خطأ مؤسف، لا أكثر ولا أقل. أنا شيء ناتج عن قلة انتباه، وُجدَ من رحم النسيان. أعلم هذا. ربما خلقت لزمن ومكان آخر، أو لا لأى زمان أو مكان! لكن كل شيء يثير بى رغبةً قوية ومغرية للتشبه، للمحاولة، للاندماج. فكيف السبيل إلى ذلك؟ يجب أن نحسنَ تعاملنا مع بعضنا، أن نستعينَ ببعضنا على الحياة، أن نجعل الأمورَ أسهلَ وأبسط. هناك من تسحقه الآلةُ ولا يتلفت إليه أحد! وهناك من يتحرقون لرؤية الشيء الجميل، اللطيف الأصيل، لكنهم يحرصون على احترامهم لذتهم. فهل لهم أن ينظروا فقط.. دون أن يزعجوا؟

يهوشاع كناز

امرأة الأحلام الكبيرة

ترجمة عن العبرية: جورج جريس فرح